الانبا مرقس

الانبا مرقس

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الاب و الابن و الروح القدس إله واحد امين

سيرة القديس العظيم الأنبا مرقس الانطونى
المرجع/ بستان الانبا أنطونيوس(2)

*********************************************
القديس العظيم الانبا مرقس الانطونى يعطينا مثل أعلى فى حياة الصلاة , و الصوم ,
و السهر الروحى , و أيضا حياة النسك . و حياة الانبا مرقس تعطى أملا و قدوة و مثال لكل من أراد أن يحيا حياة الفضيلة و لكنه تعثر فى بداية حياته الروحية.

و أنعم الله على هذا القديس العظيم بالعديد من المواهب مثل :- شفاء المرضى , الشفافية , إخراج الشياطين و العديد من المواهب الاخرى.
***********************************************
ولد القديس العظيم الانبا مرقس الانطونى من أبوين مسيحيين . و كان اسم والده
مخلوف , واسم أمه أودكسية . و كانا و الديه فقيران و كثيرا ما كان القديس يساعد
والده فى أعمال الزراعة.
و كانت أم القديس تمتاز بفضائل جميلة , ومن هذه الفضائل فضيلة الرحمة بالفقراء.
فكانت لا ترد سائل يطرق بابها و إذا لم تجد شيئا لتعطيه له كانت تسرع إلى دجاجها
لعلها تجد بيض لتعطى السائل. بجانب فضيلة الصوم و الصلاة. وتشرب القديس من
أمه كل هذه الفضائل .
فتعود القديس أن يصوم مع أمه إلى الساعة التاسعة أى الساعة الثالثة ظهرا.
ومرة أثناء سير القديس مع أمه و هو صغير السن فى طريقهم إلى الكنيسة تقابلوا مع الانبا ساويرس أسقف أسيوط-الذى كان يعرف التقوى و الورع- فسأل القديس عن إسمه فقال له مرقس فقال له :- أن الله سيجعل لك اسما كمرقس الأول كاروز الديار المصرية , وفعلا تحققت هذه النبؤة كما سنرى فيما بعد.
و من المواقف التى تدل على شدة إيمان القديس:-أنه فى يوم كان معه دابته و محمل عليها حنطة و مر بجانب الكنيسة فأخذ يبحث عن مكان ليربط الدابة و لكنه لم يجد
فرشمها بعلامة الصليب و دخل إلى الكنيسة و تبارك من القداس الالهى و تناول أيضا
ثم خرج وجد الدابة و الحنطة كما هما.

و من المواقف أيضا التى تدل على حب القديس لحيلة الطهارة أنه فى مرة كان جالس
و حده فى البيت فدخلت عليه إمراة معذبة بروح الشهوة و أرادت منه أن يتمم الخطية معها فأنبها القديس على هذا التصرف و قال لها أن تذهب إلى كنيسة القديس أبو سيفين و تقدم له القليل من عمل يديها اكى يشفيها الرب من الم الخطية ففعلت ما أمرها به و شفيت تماما من المها.

و كان القديس مولعا بأعياد القديسين و الشهداء و كن فى مرة ينوى الذهاب إلى دير
القديس الانبا شنودة ففى تللك الليلة حاربه الشيطان بحلم ردى كى يقلقه و لم يدعه يذهب إلى الدير فقام القديس و لم يدع فرصة لشيطان لكى ينتصر عليه و تضرع أمام
الله ب 300 مطانية طالبا منه أن يعينه على حروب إبليس.
و عندما بلغ القديس عمر 23 قرر أن يترهبن فذهب إلى أحد أديرة الريف. و مكث هناك مدة و لكنه لم يرتاح بسبب ضعف الرهبان فى حياتهم الروحية فقرر أن يرجع مرة اخرى إلى أمه وفعلا رجع إليها. و عندما رأته قالت له كنت أظن أنك مت عن العالم و لم أراك ثانية لن الراهب إنسان مات عن العالم و كبف تنسى قول الكتاب من وضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء. فقال لها أن الرهبان فى الدير لايحافظون على مواعيد الصوم إلى الساعة التاسعة -مثلما تعود مع أمه – و أنه قد اعتاد على حياة الصوم و
السهر و التسبيح . و لكن أمه بينت له بروح الحكمة و التميير أن هذه خدعة من الشيطان لكى يبعده عن هذا الطريق. فعزم القديس أن يسلك فى حياة الرهبنةو قرر أن يذهب إلى دير الانبا أنطونيوس.و تتلمذ فى الدير على يد القمص رؤفائيل النعناعى, الذى كان على سابق معرفة بأسرته فأخذ يعلمه و ألبسه الثياب الرهبانية . و أرسله إلى دير الانبا بولا -حسب النظام السائد فى ذلك الوقت- لكى يتعلم هناك من الشيوخ و يستفيد من خبرتهم الروحية , ثم يرجع مرة أخر إلى دير الانبا أنطونيوس حتى يصل إلى سن الشيخوخة
, ويعود بعد ذلك إلى دير الأنبا بولا حتى يصير أبا و معلما للرهبان الجدد..0 و لكن العجيب فى حياة الانبا مرقس الانطونى أنه عندما بلغ سن الشيخوخة لم يتمكن من العودة إلى دير الانبا بولا بسبب تعلق رهبان دير الانبا أنطونيوس به .[b][i]امجد انور