كلمة قداسة البابا فى صلاة تابين الانبا ياكوبوس اسقف الزقازيق

من طرف **فرايم** السبت نوفمبر 22, 2008 8:41 pm


بسم الاب والابن والروح القدس الله واحد امين كنت اود يا اخوتى ان ازور هذه الكنيسة فى مناسبة اخرى وليست فى مناسبة نياحة اسقفها ، ولكنى احب ان اقول لكم أن الموت هو حكم الهى على جميع البشرية منذ ايام ابينا ادم حينما قال له الرب انت تراب والى تراب تعود . وهكذا اصبحت نهاية كل شاب منا ان يصل إلى هذا التراب ، وافتكر اننى فى بعض الاوقات تذكرت هذا الامر فقلت فى بعض الاشعار يا تراب الارض يا جدى وجد الناس كلها انت اصلى انت يا اقدم من ادم عمرا ومصيرى انت فى القبر اذا قد صرت قبرا
	20 نوفمبر 2008
الموت خضع له الكل لم يستطع احد ان يفلت احدا منه ، مهما كانت قوته ومهما كانت سلطته وان الجبابرة الكبار وقادة الجيوش والحروب الذين انتصروا على بلاد واقاليم ومدن ، اخيرا الموت انتصر عليهم . حتى ان الاسكندر الاكبر الاسكندر المقدونى الذي أسس الدولة اليونانية العظيمة كان له موظف في قصره الملكي يقول له كل يوم تذكر أيها الاسكندر انك إنسان وسوف تموت مثل باقي الناس . الكل ماتوا داود النبى ايضا كان قائدا شجاعا انتصر على جليات الجبار ، وانتصر على مكر شاول ، ولكن اخيرا انتصر الموت على داود ومات . والله تبارك اسمه لم يعفى من الموت انبياه واصفياءه الكل ماتوا نقرا فى الكتاب المقدس ان ابانا ادم عاش 930 سنة ثم مات وان ابانا نوح عاش 950 سنة ثم مات وهكذا اصبح حكم الموت ، هو حكم على البشرية كلها والله لا يسمح ان الناس يعيشون على الارض الىالابد كلما يعيشون لكما يشيخون ، وكلما تدركهم الامراض والالام والاتعاب . حتى ان بعض الشعراء قال : المرأ يامل ان يعيش وطول عيش قد يضره . عشنا بشاشته يوفنى بعد حلو العيش مره ونيافة الانبا ياكوبوس قد اصابته امراض عديدة منذ زمن وقطع الجراحون اعضاء من جسمه . وانا زرته فى المستشفيات اكثر من مرة . واتذكر اننى عندما كنت مريضا اعالج فى مستشفى كليفلاند فى امريكا زارنى هناك . وكنت قد بدات اعلم حقيقة مرضه ، فقبل ان يذهب للكشف عليه ، قلت له يا انبا ياكوبوس الاطباء هنا فى امريكا لا يجاملون ، يكلمونك بصراحة تامة فلا تتضايق . وفعلا قالوا له انت عندك سرطان في الكبد . وبعد يومين زارنى في المستشفى ايضا ، والعجيب انه كان بنفس مرحه ونفس هدوءه ، كأنه لم يسمع ما قيل له . واتفق على انه يرجع إلى مصر ، ويعالج عند مجموعة من الأطباء الفرنسيين الكبار الذين سيحضرون الى البلد وهم خبراء فى هذه الجراحات ،، ووجد المتبرع الذي سيتبرع له بجزء من كبده . ولكن قصد الله كان فوق كل هذا فدعاه اليه إلى العالم الآخر . ان الله يسمح بالموت لكى ينتقل الانسان الى الحياة الافضل ، الى حياة فى السماء بدلا من الحياة على الارض ، والى الحياة فى جو الملائكة والقديسين افضل من الناس العاديين وهذا المرض بالذات مرض السرطان ، كل من يمرض به يشعر انه قريب من الموت فلذلك يستعد لذلك الموت . الموت ليس مخيفا ان استعد الناس له ، ان استعدوا بالتوبة والعمل الصالح ، والقربى الى الله والمصالحة مع الله ان استعدوا بنقاوة القلب ونقاوة الفكر ونقاوة الحياة ونقاوة اللسان ايضا الذى يستعد للموت لا يخاف من الموت ايضا لدرجة ان بعض الاحباء كانوا يسمون هذا المرض مرض الفردوس يعنى المرض الذى يستعد به الانسان لكى يصل الى الفردوس حتى فى المرض يجد البعض ، ويعتبرونه فترة مؤلمة ، لكنه فى الواقع لها نقطة بيضاء ان الواحد وهو مريض يرتفع قلبه الى الله لكى يصطلح معه ان لم يكن مصطلحا قبل ذلك ونحن نشكر الله لاجل الانبا ياكوبوس ، كانت له فضائل كثير يعرفها المحيطين به . وحسنا ان واقعه فى هذه الكنيسة بالذات التى تعب كثيرا في اقتناءها ولم يكن معه المال اللازم الذى يشترى به الكنيسة وكان دائما يلتجى الى السيدة العذراء ، وكويس ان الكنيسة وقول لها يا ام النور ابنك معذور وكانت تاتيه معونات من حيث لا يدرى برؤى معينة الى اشخاص معيينين تقول لهم اذهبوا الى فلان واعطوه نشكر ربنا انه صلى عليه فى هذا المكان بالذات كان رحمه الله شديد الاحتمال احتمل الاما كثيرة . وكان ايضا قوى الذاكرة جدا ، أنا كنا أعجب من قوة ذاكرته . يعرف الإحداث بالتواريخ والارقام ، كما لو كان يفتح سجلا واضح المعالم امامه وكان القلب بطبيعته ، وكان سريع البكاء احيانا . وأنا اعرفه منذ مدة طويلة ، منذ ان رسمته قسا سنة 75 ، ثم أرسلته ليخدم في سان فرانسيسكو بأمريكا ثم رجع ليكون اسقفا لهذه الايبارشية . كان شخصا مخلصا لنا جدا ومحبا نيح الله نفسه في فردوس النعيم والعزاء لكم جميعا في هذه النفس الطيبة التي رحلت عنا . وإما أنت أيها الصديق فامض بسلام ...

فرايم فام